السنيد؛ في السينما و الدراما؟!
الممثل الثاني
السنيد؛ هل يختفي في السينما و الدراما أم يظل؟!
لكي نتعرف على السنيد او دور الممثل الثاني فى العمل يجب اولا دراسة عناصر العمل .
فلكل عمل من الاعمل الفنيه مجموعة عناصر تتكفل بنجاحها فمثلا الافلام السينمائية و المسلسلات التليفيزيونية
من اهم عناصر نجاحها الكتابه و يقوم بها المؤلف و السيناريست ، الإخراج و يتولاه المخرج و مساعديه ، و الموسيقى
كما نجد المنتاج ايضا و التصوير و برفقة رجاله . و لكن العنصر الاهم هو الممثلين فالعمل دائما ما يكون به بطلا تقف
امامه بطله ،تدور بينهم القصه، و بعض الممثلين و اللذي يظهرون ليفتحوا مسارات للقصة و يختفون ،ليستطيع من خلالها
البطل و البطله عيش قصتهم ،و موضوعنا اليوم عن الممثل الثاني .
السنيد؛ في السينما و الدراما؟!
إذا كان البطل و البطله هما الممثل الاول ،فالسنيد هو الممثل الثاني ، فهو اللذي يقوم كذلك بإدارة القصه، و مساعدة البطل
فى الوصول لهدفه او اعطاءه الرأي الصحيح ، ربما يكون هو محرك القصه الاساسي او ناطق حكمة العمل للجمهور . فالافضل
تعريف السنيد على انه الجزء الناقص فى البطل ليصبح بطلا كلاملا للعمل ،و هو المستقبل للحوار اللذي يود البطل ايصاله
للجمهور . السنيد؛ في السينما و الدراما ؟! هل يختفي دوره أم يظل لنعرف سوياْ علي هذا.
بداية السنيدة في اللسينما و الدراما التليفييزيونيه :
كما عرفنا فى اول المقال ان السنيد و هو الممثل الثاني فى العمل من العناصر الاساسية لنجاح العمل، فقد بدأ يأخذ
السنيد مقامه فى القصه و يلتفت لها صناع العمل منذ الافلام القديمة كلاسيكيات السينما المصريه فقام بدوره عظماء مثل
حسين رياض و كذلك عبد الوارث عصر وعباس فارس، استيفان روستي ،جميل راتب ، و صالح مرسي وغيرهم الكثيير .
فمثلا من منا يستطيع ان يشاهد مثلا فيلم إشاعة حب بدون العظيم يسوف بيك وهبي، او مثلا من منا يمكنه تخيل فيلم
سكر هانم بدون الفنان الجميل عبد المنعم ابراهيم ، او معظم افلام الفنان اسماعيل ياسين بدون الجميل عبدالسلام
الناابلسي ، او العبقري فؤاد المهندس أيضا و سنيده المخضرم عبدالمنعم مدبولي.
ما طبيعة السنيد فى العمل ؟
قد تختلف طبيعة السنيد (الممثل الثاني) تبعا لطبيعة العمل ،فربما يكون السنيد شريرا يسعى للايقاع ببطل العمل،
فمثلا احد عظماء التمثيل الفنان محمود المليجي هل ستكون معظم افلام الشر المصرية لها نفس القيمة بدونه ؟؟!!
، و ذلك على الرغم من إجماع كل الفنانين على طيبته الشخصيه مما يدل على موهبته الجبارة، ايضا العظيم توفيق
الدقن معظم ادواره الشريرة لا يستطيع غيره القيام بها و المدهش دائما و ابدا الفنان عادل أدهم .
و هناك مثلا الفنانة الجميلة زينات صدقى و التى ظهرت دائما بدور سيدة المنطقةالخيرة التى تقف مع جيرانها ،
و المونولوجيست محمود شكوكو صاحب الدم الخفيف، و اللطيفة ثريا حلمى ، و الحماة المشاغبه ماري منيب،
محمد عوض بذكائه اللماح ، جميع هؤلاء قد لا تجد لهم اي شخصيه شريرة قاموا بآدائها منذ بدايتهم و مع ذلك
تجد ادوارهم مساندة بقيمة كبيرة للعمل ، قيمه قد لا تستطيع تخيل العمل بدونها .
تطور السنيد عبر الوقت فى السينما و الدراما :
مع مرور الوقت اصبحت تتناسب طرديا قيمة السنيد مع قيمة دوره فالعمل فحديثا مثلا احتل تلك المساحه الفنان الكبير
حسن حسني فى معظم الاعمال اللمبي مثلا مع محمد سعد و ايضا زكي شان مع احمد حلمي و ايضا الباشا تلميذ
مع كريم عبد العزيز بينما تلاه العبقري لطفي لبيب مثلا مع احمد عز فى 365 يوم سعادة و مع احمد مكي فى اتش دبور
و طير انت ، و الفنان عزت ابو عوف مع الفنان تامر حسني فى عمر و سلمى ،و الفنان سامح الصريطي في ازمة سكر ،
الفنان اشرف عبدد الغفور فى فارس بلا جواد و ابو هيبه و الفنانة سعاد نصر في يوميات ونيس ، و الفنانه عبلة كامل في
لن اعيش فى جلباب ابي و الفنانه سمايحة ايوب مع هنيدي فى تيتة رهيبة و الكثير من الاعمال الاخرى .
ثم اتي الشباب فكان لطلعت زكريا نصيبه من فيلم غبي منه فيه ، ثم سامح حسين في راجل و ست ستات ، ثم رامز
جلال مع مصطفى قمر ، ثم عمرو عبد الجليل مع عمرو يوسف و محمد ثروت مع محمد ممدوح ، و محمد سلام مع دنيا
سمير غانم ،و غيرهم من المبدعين الشباب
اذا ما مشكلة تواجد السنيد؛ في السينما و الدراما؟!
- مشكلتين:
اولا :
بعد وفاة العظيمين حسني حسني و عزت ابوعوف و ابتعاد القدير لطفى لبيب لقدرارته الصحية اصبحت تلك المنطقة السنيه
فارغه من الممثلين قتقدم لها المبدع بيومي فؤاد محاولا ملئها ثم بالتدريج بدأ يتقدم لها الفنان القدير صلاح عبدالله ، مزاحما
الجميل مدحت صالح الذي على استحياء يحاول منافستهم و حتى الان لا يوجد من بإمكانه ملء مساحة العظيمين حسن
حسني او عزت ابوعوف .
ثانيا :
الطموح الاعمي … فكثيرا من السنيدة يسعون للقيام بأدوار البطولة فيتم حرقهم متجاهلين مدى موهبتهم او قبول الجمهور
لإجتهادهم و ربما خبراتهم ، فقديما كان الفنان يهتم بمقدار تأثير دوره فى العمل و كيفيه تأديته ، اما اليوم فأصبح الإهتمام
بقدر طول دوره في العمل و مقدار ماله غير مراعيا لمقامه او قيمته الفنيه عند جمهوره فمثلا محمود المليجي (محمد ابو
سويلم) بععظمته استمر فى ادواره الثانيه مؤمنا بموهبته ومدركا لقيمتها باحثا عن رسالته التي سيقدمها من خلال ابداعه
و فى النهاية عزيزي القارئ لا حرج على الفنان ان يدرك قيمته متأخرا فيعود لدوره الثاني كسنيد طالما يعمل بشغف و حب
، مقدرا لرسالته فطالما كان ذلك متواضعا لمهنته، اعطته مقامه. اما من تكابر و عاند موهبته ، مقيما نفسه بنجاح ،فلن يصل
ابدا الى ما يبغاه. و اسأل نفسك ببساطه كم من الاسماء المطروحة فى مقالتنا لديها اعمالا هم ابطالها ؟، و كم من افلام
قاموا فيها بدورهم كسنيدة لا تستطيع تخيل تلك الافلام بدونها ؟