الوسواس القهري وطرق علاجه
هل الوسواس القهري مرض حقيقي يستدعي زيارة الطبيب أم مجرد وهم؟ هل النساء فقط من يصابون بالوسواس القهري؟ وهل ذلك المرض مرتبط بالنظافة فقط؟ في هذا المقال سوف نتعرف على كل الجوانب المتعلقة بما يسمى الوسواس القهري وطرق علاجه، وسوف نُحطم بعض المفاهيم الخاطئة حوله.
ما هو الوسواس القهري؟
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي تُصيب كلا الجنسين وهو ما يسمى “حديث النفس” فهو مثل الشيطان الذي يرتكز في العقل ويحاول تشكيك الإنسان في كل ما حوله وزرع الخوف بداخله، خوف من الموت أو المشاكل أو الخيانة أو غيرها، وقد يدفع الوسواس الشخص أحيانًا إلى الجنس أو الإباحية نتيجة قلقه من الطهارة، وأغلب تصرفات الشخص المصاب بالوسواس تكون غير منطقة وإجبارية ناتجة عن القلق.
هل ذُكر الوسواس القهري في الدين؟
نعم، فقد قال الله تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد.” أي أنني أعلم حديث نفس الإنسان وأعلم شيطانه وما يُخبره به.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.” أي أن الشيطان يحاول رد المسلم عن دينه وإذا فشل في ذلك فإنه يوسوس له ويحاول تشكيكه في كل ما حوله، والإنسان ضعيف الإيمان للأسف قد يتبعه ويضل سواء السبيل، لكن المؤمن الحقيقي يعلم أن تلك الأفكار لا تضره في شئ ولا تُنقص من إيمانه.
أعراض الوسواس القهري:
عندما تجد خوفك من شئ معين يتكرر بإستمرار، بدون أي سبب محدد لهذا الخوف، فقط الخوف! خائف من الموت وتجد نَفَسُكَ يضيق بمجرد تذكر الموت، لا تريد الدخول في علاقة حب جديدة لأنك خائف من الخيانة، لا تستمتع بلحظاتك السعيدة ولا أوقاتك الجميلة لأنها مجرد سعادة مؤقتة وسوف تعود الحياة المأساوية الحزينة من جديد، عزيزي! أنت مصاب بالوسواس القهري.
«نصيحة»
إذا شعرت في أي وقت بتلك الأعراض فعليك الذهاب إلى المعالج النفسي أو السلوكي فورًا؛ لأنه كلما كانت الزيارة مبكرة كان العلاج أسهل، وحينها يمكن أن يذهب الوسواس بلا رجعة.
أسباب الوسواس القهري.
لم يستطع العلم تحديد سبب واقعي ومقنع لإضطرابات الوسواس القهري، لكنهم وضعوا بعض الأسباب المحتملة، مثل:-
1- التغيرات الجينية الوراثية:
وهي عوامل وصفات يكتسبها الإنسان من أحد أفراد عائلته، قد تكون من الأب أو أحد أفراد عائلته، والأم أو أحد أفراد عائلتها.
2- التغيرات البيولوجية:
وهي تغيرات كيميائية تحدث في الجسد أو الدماغ قد تؤدي بصورة أو بأخرى إلى اضطرابات نفسية.
3- التغيرات البيئية:
قد يكون سبب ذلك هو تغير أحد أنظمة المناخ المعتادة، مثل: إرتفاع أو إنخفاض درجات الحرارة، برودة الجو، وحدوث بعض الالتهابات أو العدوى.
4- الصدمات المؤلمة:
البعض منا عند تعرضه إلى صدمة أو حادث مؤلم فإن عقله قد لا يستوعب ذلك، ويفقد قدرته على الرغبة في مواصلة الحياة، مما يسبب له مع مرور الوقت اضطرابات نفسية مؤلمة تصل به إلى الوسواس.
بعض الأفكار الملازمة لمريض الوسواس القهري:
- الخوف من الموت.
- الخوف من المرض.
- الخوف من الفشل.
- الخوف من الخيانة.
- الخوف من تسبب الضرر للآخرين.
- السعي دائمًا إلى الكمال والتنظيم.
- تكرار التحقق من أمر معين.
- التخيلات والأفكار المزعجة التي لا تزول.
- التلعثم خلال الحديث، أو الصمت التام.
- الأفكار أو التصرفات الإنتحارية.
الوسواس القهري وطرق علاجه.
- إذا قاومت أفكارك؛ سوف تهاجمك، لذلك يجب عليك أن تتجاهلها تمامًا ولا تحاول إقناع نفسك بالعكس، تجاهل تلك الأفكار وكأنك تتقبلها، واستمر بالصلاة والعمل والدعاء دون توقف أو انقطاع.
- لا تجلس وحيدًا أبدًا؛ حتى لا يسيطر عليك شيطان أفكارك، وإذا جائتك أحد الأفكار الوسواسية وأنت في مكان؛ عليك أن تُغيره فورًا.
- يمكنك التحدث عن تلك الأفكار مع شخص مقرب، أو كتابتها ثم تمزيق الورق المدون فيه، وهذا سوف يساعدك على الهدوء قليلًا.
- الحصول على أوقات نوم كافية، وعدم ممارسة العادة السرية نهائيًا، أو مشاهدة الإباحية.
- ممارسة التمارين الرياضية لنصف ساعة يوميًا؛ لأن الرياضة تنشط الدورة الدموية وتخفف التوتر والقلق.
- التطوع في المؤسسات والجمعيات الأهلية؛ لما لها من دور كبير جدًا في نشر الطاقة والإيجابية على الفرد والمجتمع.
- التقرب من الله تعالى بالصلاة، وقراءة القرآن، وقراءة الأذكار، وإخراج صدقة للفقراء والمساكين.
وأخيرًا.. المرض ليس شيئًا يخجل الإنسان منه أو يُعاب عليه، فأنت لن تأخذ خطوة جادة نحو العلاج إلا إذا تقبلته وتقبل من حولك هذا الأمر، وإذا سائت الأحوال كلها فعليك مراجعة الطبيب المختص فورًا. لمعرفة المزيد عن اضطراب الوسواس القهري يمكنك أيضا قراءة هذا المقال كما يمكنك أيضا مراجعة هذا الموقع.
