الصحة النفسية للطفل واهميتها
الصحة النفسية للطفل – من سن 3 إلى 8 سنوات- تساعد على التطور اجتماعيًا، وعاطفيًا، وعقليًا، وجسديًا، وذلك من خلال:
- علاقات المحبة التي هي مفتاح الصحة النفسية للطفل
- الدراية بإدارة المشاعر.
- كذلك النشاط البدني والألعاب الرياضية المناسبة وعادات الأكل الصحية والنوم الجيد.
وسوف نتعرض هنا للنقاط الرئيسية التالية:
- الصحة النفسية للطفل: ما هي ولماذا هي مهمة جدًا.
- كيف تبدو الصحة النفسية الجيدة عند الطفل.
- العلاقات والصحة النفسية الجيدة للطفل.
- العواطف والصحة النفسية الجيدة للطفل.
- السلوك والأهداف والمهارات والصحة النفسية الجيدة للطفل.
- كيف نصل لصحة جسدية ونفسية جيدة للطفل.
- الاعتناء بنفسك: لماذا هو مهم للصحة النفسية للطفل.
أولاً: الصحة النفسية للطفل: ما هي ولماذا هي مهمة:
هي الطريقة التي يفكر بها الطفل، ويشعر بها تجاه نفسه والعالم من حوله.
وهذا بالتبعية يؤثر على كيفية تعامل الطفل مع تحديات الحياة وضغوطها.
ثانياً: كيف تبدو الصحة النفسية الجيدة عند الطفل:
يشعر الطفل الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة بأنه محبوب، وآمن في بيئته.
كما أنه يشعر بالسعادة والإيجابية تجاه نفسه معظم الوقت.
وسوف تجده خلال الأوقات الصعبة أو عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يتوقعوها:
- أكثر انسجامًا.
- غير حاد الطبع في مواجهة هذه الصعاب
- هذا يعني أنه يشعر بالرضا حيال تجربة أشياء جديدة أو صعبة.
وأيضًا تجده يستمتع بالحياة ويتعلم جيدًا، ويتعايش جيدًا مع العائلة والأصدقاء.
ويمكنه التعامل مع مشاعر الحزن، أو القلق، أو الغضب، والعودة من الأوقات الصعبة.
فالصحة النفسية الجيدة هي جزء مهم من نمو الطفل الصحي، يساعده على:
- بناء مهارات اجتماعية وعاطفية وسلوكية، وتفكير وتواصل إيجابي.
- كما أنه يضع الأساس القوي لتحسين الصحة العقلية للطفل، والرفاهية في وقت لاحق من الحياة.
ثالثًاً: العلاقات والصحة النفسية الجيدة للطفل:
أنت كولي أمر، تؤثر العلاقة الإيجابية معك بشكل مباشر وإيجابي على الصحة النفسية لطفلك.
وفيما يلي أفكار لتعزيز الصحة النفسية لطفلك ورفاهيته، من خلال علاقة محبة ودعم منك:
- أخبر طفلك أنك تحبه مهما حدث، واظهر الحب من خلال لغة جسدك والتواصل غير اللفظي
على سبيل المثال: التواصل بالعين، أو بالعناق، أو بالابتسامة لطفلك.
- انتهج نهجًا إيجابيًا وبناء ومتسقًا لتوجيه سلوك طفلك:
هذا يعني منح طفلك الثناء والاهتمام عندما يتصرف بشكل جيد، بدلاً من إعطاء العواقب السلبية عندما يتصرف بطرق خاطئة.
- خصص وقتًا كل يوم للتحدث والاستماع إلى طفلك، إذا أراد طفلك التحدث، فحاول أن تتوقف عما تفعله وامنحه اهتمامك الكامل.
- استمتع بوقتك مع طفلك للقيام بالأنشطة التي يحبها، يمكن أن تقرؤوا معًا. أو لعب الكرة، أو الرسم، أو ممارسة ألعاب أخرى، وما إلى ذلك.
- تناول وجباتكم العائلية معًا، فيمكن أن يقوي تناول الطعام معًا علاقتك بطفلك، هذا يمنح طفلك إحساسًا بالاستقرار والترابط الأسري.
وهذا له تأثير إيجابي على نموه، ويشجع طفلك على تناول الطعام بشكل جيد أيضًا.
- مارس طرق إيجابية لحل المشكلات، وإدارة الخلاف بينك وبين زوجتك وبين طفلك، وبين أفراد الأسرة الآخرين.
- شجع طفلك على التواصل مع الآخرين في المجتمع:
على سبيل المثال:
تبادل التحية والدردشة مع الجيران، أو حضور الحفلات، أو المساعدة في حديقة مشتركة، أو حديقة الجيران.
يمنح هذا طفلك إحساسًا أقوى بمكانته في مجتمعه، ويساعده على تعلم كيفية التواصل مع أشخاص مختلفين.
رابعاً: العواطف والصحة النفسية الجيدة للأطفال:
يختبر الأطفال جميع أنواع العواطف كجزء من النمو مثل الخوف، وخيبة الأمل والحزن والقلق، والغضب والفرح، والأمل وما إلى ذلك، عندما يتعامل الأطفال مع المشاعر الصعبة والكبيرة، أو يهدئون أنفسهم في المواقف الصعبة أو العاطفية، فمن المحتمل أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم.
فيما يلي، بعض الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على تعلم إدارة العواطف:
- تحدث مع طفلك عن مشاعره، وقدرته على التعرف عليها وعلى أسمائها، وتحديد كل صنف منها، ويمكن أن تخبر طفلك عنها وأنها مشاعر طبيعية، ولكن يمكن التحكم فيها، على سبيل المثال “يبدو أنك محبط حقًا لأننا لن نلعب معًا اليوم، أستطيع أن أتفهم ذلك”.
- كن نموذجًا يحتذى به في النظرة الإيجابية لطفلك في مواجهاتك، وطريقة تعاملك مع الأمور الصعبة، وغيرها من الأزمات.
- ادعم طفلك عندما يزعجه شيء ما، على سبيل المثال – إذا كان طفلك يواجه مشكلة مع الأصدقاء في المدرسة، فيمكنك أن تعانقه كثيرًا وتطمئنه أنك موجود من أجله، ويمكنك العمل مع المعلم على خطة للتعامل مع الموقف.
- ساعد طفلك على تعلم كيفية إدارة مخاوفه الصغيرة، حتى لا تتحول إلى مشاكل كبيرة، يمكنك القيام بذلك عن طريق تشجيع طفلك بلطف، على فعل الأشياء التي يشعر بالقلق حيالها بدلاً من تجنب المواقف المخيفة، على سبيل المثال – “هل فكرت، في تجربة الانضمام إلى جماعة المدرسة هذا العام؟، أنت تستمتع حقًا بالغناء، أو الموسيقى، أو الرسم.
خامسًاً: السلوك والأهداف والمهارات والصحة النفسية الجيدة للطفل:
فيما يلي طرق لتعزيز الصحة النفسية لطفلك ورفاهيته، من خلال التركيز على السلوك:
- لديك قواعد أساسية حول السلوك وإشراك طفلك في تطوير تلك القواعد، وعواقب خرقها واضبطها مع نمو طفلك، على سبيل المثال، قد تقوم أنت وطفلك بوضع وتعديل قواعد حول استخدام التكنولوجيا الرقمية، والتليفون المحمول، أو السلوك عبر الإنترنت، فسوف تساعد القواعد والحدود الطفل من جميع الأعمار على الشعور بالأمان والاستقرار.
- ساعد طفلك على وضع أهداف واقعية تتناسب وسنه وقدراته، واعمل على تحقيقها، على سبيل المثال – ركوب دراجة بدون عجلات تدريب، أو محاولة حل مشكلة رياضية صعبة للمدرسة، وامتدح جهود طفلك لتحقيق الهدف بدلاً من الهدف نفسه.
- ساعد طفلك على تعلم كيفية حل المشكلات، حتى يطور المهارات اللازمة للقيام بذلك بنفسه عندما يكبر، على سبيل المثال، يمكنك مساعدة طفلك على معرفة ما هي المشكلة، وطرح الأفكار الحلول الممكنة، واختيار حل قابل للتنفيذ والقيام بتنفيذه.
- شجع طفلك على تجربة أشياء جديدة، والمخاطرة المناسبة لسنه، والتعلم من أخطائه بجدية وتحمل مسئولية، مثل الدخول في مسابقة والتحدث أمام الفصل وممارسة رياضات جديدة في الملعب المدرسي وما إلى ذلك.
سادسًا: صحة جسدية ونفسية جيدة للطفل:
الصحة البدنية الجيدة مهمة للصحة النفسية، ذلك لأن كونه لائقًا وصحيًا يساعد طفلك على الحصول على المزيد من الطاقة، والشعور بالثقة، وإدارة التوتر والنوم جيدًا.
وفيما يلي، طرق لمساعدة طفلك على الحفاظ على لياقته البدنية وبصحة جيدة:
- قدم له طعامًا صحيًا وشجع عادات الأكل الصحية في عائلتك عمومًا.
- شجع طفلك على تجربة الكثير من الأنشطة البدنية والرياضية المختلفة، فإن تجربة الأنشطة المختلفة مفيد للياقة البدنية، ومستويات الطاقة، وذلك يساعد الأطفال أيضًا، على الشعور بالرضا عن نفسه أثناء تطويره لمهارات جديدة.
- تأكد من حصول طفلك على النوم الذي يحتاجه، وسوف يساعد النوم الجيد طفلك على إدارة التوتر والحياة الصعبة.
- إذا كنت قلقًا من أن طفلك تظهر عليه علامات لا تدل على صحته النفسية، فمن الأفضل طلب المساعدة المتخصصة في أسرع وقت ممكن، والطبيب يستطيع أن يوجهك إلى أنسب الحلول.
سابعًا: الاعتناء بنفسك: لماذا هو مهم للصحة النفسية للطفل:
يساعدك الاعتناء بنفسك على البقاء بصحة جيدة جسديًا، وعقليًا، وعاطفيًا، هذا مفيد لك من ناحية، كما أنه مهم جدًا لطفلك، فسوف تكون قادرًا بشكل أفضل على منح طفلك الدفء والرعاية، والاهتمام الذي يحتاجه للنمو والاستقرار النفسي، فأنت أيضًا تقدم مثالًا جيدًا للرعاية الذاتية لطفلك.
ويشمل الاعتناء بنفسك ما يلي:
- الأكل الجيد والقيام ببعض التمارين.
- تحاول الحصول على قسط كاف من الراحة يوميًا.
- تخصيص وقت للأشياء التي تستمتع بها، والأفضل أن تشارك طفلك فيها كلما أمكن
- مواكبة الأصدقاء القدامى أو تكوين صداقات جديدة، وتمكين طفلك من التعرف عليهم.
- مراقبة وإدارة التوتر والقلق والغضب الخاص بك وخصوصًا أمام طفلك.
- الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء والمجتمع.
- إذا كنت تشعر بالإرهاق أو التوتر، أو كنت تكافح من أجل صحتك النفسية، أو الأبوة والأمومة أو العلاقة الأسرية، فإن الحصول على دعم متخصص هو فكرة جيدة جدًا، يمكنك أن تبدأ بالتحدث إلى طبيبك الخاص ولا تهمل في ذلك.
وهكذا فقد استعرضنا أهم الملامح الهامة الخاصة بالصحة النفسية للطفل من سن 3 إلى 8 سنوات، والتي تؤدي بالتبعية في حالة الالتزام بها إلى ضمان تحقيق الصحة النفسية للطفل، مما يتبعه ذلك من إضافة للأسرة والمجتمع في المستقبل، فلا تهملوا في صحة طفلكم النفسية.