اليرقان الوليدي وأعراضه وأنواعه وكيفية علاجه
اليرقان الوليدي هو أحد أكثر الأمراض انتشارا بين المواليد. 60% من المواليد الأصحاء و 80% من المواليد المبتسرين يظهر لديهم المرض في الأسبوع الأول من العمر.
ما هو اليرقان الوليدي؟
اليرقان الوليدي هو مرض ناتج عن ارتفاع نسبة البيليروبين (الصفراء) في الدم لدى الأطفال حديثي الولادة. اليرقان الوليدي من الأمراض التي تحتاج رعاية طبية وحجز متكرر في المراكز الصحيه.
يعد ارتفاع نسبة البيليروبين (الصفراء) في الدم لدى المواليد غير مضر فيما عدا بعض الحالات التي يكون فيها مستوى البيليروبين عالي جدا مما قد يؤثر على المخ والمراكز العصبية الهامة.
من هم الأكثر عرضة للاصابة بهذا المرض؟
- الاطفال المبتسرين الذين تمت ولادتهم قبل 38 أسبوعا من العمر الرحمي. إن أجسادهم لا تستطيع التعامل بشكل سريع مع البيليروبين مثلما يفعل الأطفال مكتملي العمر الرحمي.
- نقص التغذية في الأطفال المبتسرين وضعف حركة الأمعاء لديهم. يؤدي ذلك إلى عدم التخلص من البيليروبين في البراز بشكل جيد.
- الأطفال الذين لديهم كدمات كبيرة أو تجمعات دموية نتيجة الولادة. يحدث لديهم ارتفاع في نسبة البيليروبين في الدم نتيجة تكسير كمية كبيرة من كريات الدم الحمراء.
- فصيلة الدم: اذا كانت فصيلة دم الأم مختلفة عن فصيلة دم الطفل فمن المحتمل انتقال بعض الأجسام المضادة لفصيلة دم الطفل من دم الأم عن طريق المشيمة إلى الطفل. يؤدي ذلك إلى تكسير كريات الدم الحمراء سريعا.
- الرضاعة الطبيعية: الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية ولديهم مشاكل في التعامل مع الرضاعة، او انهم لا يحصلون على تغذية كافية، يتعرضون بنسبة كبيرة لحدوث اليرقان الوليدي.
- الجفاف أو نقص السعرات التي يحصل عليها المواليد تؤدي الى حدوث اليرقان الوليدي. بالرغم من كل ذلك، فإن فوائد الرضاعة الطبيعية تجعل الخبراء يشجعون الاستمرار في الرضاعة الطبيعية مع التأكد من ان الطفل يحصل على ما يكفيه من التغذية و الإرواء المناسب.
أسباب اليرقان الوليدي:
زيادة نسبة البيليروبين في الدم لدى المواليد هي السبب الرئيسي في حدوث اليرقان الوليدي.
البيليروبين هو جزء طبيعي من الصبغة التي تفرز في الجسم نتيجة تكسير كريات الدم الحمراء المتقدمة في العمر أو المستهلكة.
تنتج هذه المادة في المواليد بكميات أكبر من تلك التي تتكون في أجسام الأطفال الأكبر عمرا والبالغين وذلك نتيجة الإنتاج الكبير لكريات الدم الحمراء وتكسيرها سريعا في أيام العمر الأولى لدى المواليد.
يتم التخلص من مادة البيليروبين المسؤولة عن اليرقان الوليدي عن طريق الكبد الذي يكون غير قادر على القيام بوظائفه بشكل كامل في المواليد، مما يجعله غير قادر على التخلص من البيليروبين بسرعة كافية.
يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم مسببا ما يعرف باليرقان الفسيولوجي.
يمكن أن يظهر اليرقان الوليدي نتيجة وجود خلل ما لدى المواليد، مما يؤدي إلى حدوث ارتفاع في نسبة البيليروبين مبكرا خلال أول يومين من العمر أو متأخرا بعد مرور فترة اليرقان الفسيولوجي (اليرقان الشائع).
تشمل أسباب اليرقان الوليدي ما يلي :
- وجود نزيف داخلي في جسم المولود.
- وجود تسمم دموي.
- حدوث عدوى بكتيرية أو فيروسية.
- اختلاف فصيلة دم الأم والطفل.
- نقص في الأنزيمات المسؤولة عن التخلص من مادة البيليروبين.
- وجود عيوب خلقية في كرات الدم الحمراء تسبب سرعة تكسيرها في جسم المولود.
أعراض اليرقان الوليدي:
تظهر أعراض اليرقان الوليدي بعد أول يومين من عمر الطفل وتختفي تدريجيا بدون علاج عند عمر أسبوعين.
نلاحظ الأعراض في شكل اصفرار في بياض العين والجلد، الذي يبدأ في الوجه و تحت اللسان ثم ينتشر الى الصدر والبطن والذراعين نهاية بالارجل.
يصعب ملاحظة اصفرار جلد الطفل إذا كان ذو بشرة داكنة، وفي هذه الحالة نلاحظ وجود اليرقان الوليدي من خلال اصفرار بياض العين وتحت اللسان.
أنواع اليرقان الوليدي:
أنواع اليرقان الوليدي ثلاثة، يمكن ذكرها كما يلي:
1- اليرقان الفسيولوجي (physiological jaundice)
هو النوع الأكثر شيوعا في المواليد، يظهر في اليوم الثاني أو الثالث من عمر المولود، و يختفي خلال أسبوعين عندما يبدأ الكبد في التخلص من مادة البيليروبين الزائدة في الجسم.
2-يرقان الرضاعة الطبيعية (Breastfeeding jaundice)
ينتشر هذا النوع من اليرقان الوليدي بين المواليد الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بنسبة كبيرة.
يظهر هذا النوع من اليرقان خلال أول أسبوع من عمر الطفل. ينتج من عدم حصول المولود على كمية كافية من لبن الأم، اما لوجود صعوبة في تعامل الأم معه ، أو لتأخر نزول حليب الثدي. هذا النوع من اليرقان قد يستغرق مدة أطول من الأنواع الاخرى حتى يختفي.
3-يرقان حليب الثدي (Breast Milk jaundice)
يختلف هذا النوع عن يرقان الرضاعة الطبيعية، حيث أن السبب هو وجود مواد في حليب الثدي تؤثر على قدرة الكبد على التعامل مع مادة البيليروبين مما يسبب تراكم البيليروبين في الدم وحدوث اليرقان.
يظهر هذا النوع من اليرقان بعد الأسبوع الأول من عمر المواليد ويستمر مدة شهر أو أكثر.
مضاعفات اليرقان الوليدي:
تنتج المضاعفات من عدم علاج حالات اليرقان الشديدة، حيث يؤدي ذلك الى حدوث تلف بالمخ فيما يعرف بالشلل الدماغي الكنعي، كما تؤدي إلى فقدان السمع.
قد تحدث مشاكل في الرؤية، أو إعاقات ذهنية.
لذلك؛ فإن التشخيص والعلاج المبكر لمرض اليرقان الوليدي يحمي الطفل من هذه المضاعفات.
كيف يتم التشخيص ؟
يقوم الطبيب بتشخيص اليرقان عن طريق الفحص السريري، حيث يلاحظ اصفرار بياض العين وتحت اللسان والجلد.
المواليد الذين تظهر عليهم أعراض اليرقان يتم سحب عينات دم لفحص نسبة البيليروبين في الدم. يمكن قياس نسبة البيليروبين ايضا باستخدام جهاز الكشف عن الصفار عن طريق الجلد (BiliCheck)، لكن يجب سحب عينة دم للتأكد من النتيجة اذا القراءة عالية.
يتم فحص جميع المواليد للتأكد من عدم إصابتهم باليرقان (الصفار) قبل مغادرة المستشفى بعد الولادة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- إذا كان طفلك يعاني من اليرقان غير المستجيب للعلاج.
- إذا استمر اليرقان أكثر من أسبوعين، حيث يجب فحص الطفل للبحث عن أسباب أخرى لليرقان مثل وجود عدوى أو مشاكل في الكبد والقنوات المرارية، او خلل في الايض او الجينات.
علاج اليرقان الوليدي:
حالات اليرقان المتوسطة لاتحتاج الى علاج أو رعاية طبية، ويختفي الصفار خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع.
الحالات المتقدمة تحتاج رعاية طبية ويتم حجزها في قسم الحضانات، حيث يهدف العلاج الى تخفيض نسبة البيليروبين في الدم لدى المولود عن طريق:
- تعزيز التغذية الجيدة: لمنع فقدان الوزن عن طريق زيادة عدد الرضعات للتأكد من أن الطفل يحصل على التغذية الكافية.
- العلاج الضوئي (Phototherapy): يوضع الطفل تحت لمبة خاصة لعلاج اليرقان، تتميز هذه اللمبة بشعاع ضوئي يقع بين الطيف الازرق والاخضر. يقوم هذا الضوء بتغيير شكل وتركيب مادة البيليروبين ليساعد على إخراجها في البول والبراز. يتم وضع الطفل تحت هذا الضوء بدون ملابس، يرتدي فقط الحفاض المناسب له بالإضافة إلى غطاء واقي للعين.
- الجلوبيولين المناعي الوريدي (Intravenous Immunoglobulin): قد يكون اليرقان الوليدي بسبب اختلاف فصائل الدم بين الأم ومولودها. حيث أن الطفل يحمل أجساما مضادة تهاجم فصيلته، قد اكتسبها من الأم والتي تؤدي إلى تكسير كرات الدم الحمراء سريعا. إعطاء الجلوبيولين المناعي عن طريق الوريد للمولود يؤدي الى خفض مستوى هذه الأجسام المضادة في جسم المولود ويقلل الحاجة إلى نقل الدم التبادلي. بالرغم من ذلك فإن النتائج غير حتمية.
- تبادل نقل الدم (Exchange Blood Transfusion): في الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج ، قد يحتاج المولود إلى نقل الدم التبادلي. يتم ذلك عن طريق سحب عينات صغيرة متكررة من دم المولود واستبدالها بعينات مماثلة من دم المتبرع بعد عمل التوافق اللازم بين الفصائل. يؤدي هذا الاستبدال إلى تخفيف تركيز البيليروبين والأجسام المضادة التي حصل عليها المولود من الأم. يتم إجراء نقل الدم التبادلي في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.