كيفية أختيار شريك حياتك
سؤال يراود عقل كل شاب وفتاة مقبل على الزواج هو كيفية أختيار شريك حياتك ,شريك الحياة المناسب هو نقطة نجاح منظومة الزواج, وبالتالي يتحقق ركن السعادة والتناغم عندما يصل كل منهما إلى شريكه المناسب على المستوى العقلي والفكري والإجتماعي والنفسي ولا نقصد المثالية والكمال ولكن يجب أن يتوفر عنصر الإنسجام والتوافق, ويجب أن يصل كل منهما إلى النضج الكافي لمعرفة مسؤليات الزواج وتأثيره على المجتمع ونجاحه يعني أسرة سعيدة وأولاد أسوياء ومجتمع مترابط.
أبرز المعايير في أختيار شريك حياتك
•التفاهم يعتبر أهم ركن في كيفية إختيارشريك حياتك فيجب أن يتحقق لدي الزوج والزوجه التفاهم وإستيعاب كل منهما للآخر, وبالتالي فهم معني الحياة الزوجية ومسؤلياتها القادمة وحقوق كل منهما على الآخر.
•تقبل إختلافات الطباع فكل منهما تربى في بيئة وربما مجتمع مختلف, فعلى كل منهما إحترام هذا الإختلاف بصدر رحب والوصول إلى نقطة تلاقي بينهم في أي شئ يخص حياتهم الزوجية, وتجنب ألا يصير الأختلاف إلى خلاف وبالتالي طلاق.
•ولا ننسى كما أمرنا الدين الإسلامي في حديث النبي في كيفية أختيار شريك حياتك حيث قال أن تنكح المرأة لأربع “دينها وجمالها وحسبها ونسبها فأظفر بذات الدين تربت يداك”, وأيضاً كما قال “من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه ” فلا شك أن الجانب الديني والأخلاقي مهم جداً في إختيار الشريك المناسب بجانب الصفات الأخري التي يجب أن يتحلى كل منها بها.
• أن يتمتع كل منهما بالوعي والنضج الكافي لتحمل مسؤليات ومتطلبات الزواج والأولاد, ومعرفة أن الحياة بها صعاب كثيرة يجب أن نتخطاها سوياً, وفكرة أن يقدم كل منهما بعض التنازلات للآخر لتسير عجلة الحياة الزوجية فكرة يجب أن تكون في قاموس كل شخصين مقدمان على الزواج, وألا يتشبث كل منهما برأيه فيصلوا إلى طريق مغلق وخلافات لا تنتهي.
•الصدق والصراحة عنصران مهمان لبناء حياة زوجية سليمة, الحياة يجب أن تبنى من البداية علي الصدق والصراحة فيما بينهم, وألا يتجمل كل شخص بصفات ليست به بل يجب عليهم أن يكونوا على طبيعتهم وبصفاتهم الحقيقة, فبذلك يكون لكل منهما حق تقبل هذه الصفات أو لا قبل الزواج.
•يجب على الزوجين أن يكون لديهم قواسم مشتركة والقدرة علي التواصل الفكري والعاطفي الجيد فيما بينهما في مختلف قضايا الحياة ودعم كل منهما للآخر
•تقبل الآراء المختلفة والنقد, وذلك يرجع إلى إنفتاح عقل كل منهما في إستيعاب الآراء والأفكار المختلفة والتعبير عنها بحرية وبأسلوب مهذب في نفس الوقت دون الخوف من سوء الفهم.
•الإحترام يعتبرمن مبادئ الحياة التي يقوم عليها جميع العلاقات الإنسانية وخاصةً الزواج, فالإحترام المتبادل بين الزوجين شرط مهم جداً للمرور بمركب الزواج بسلام, فلكل منها أوجه نظرورأي مختلف يجب أن يٌحترم في جميع الأحوال.
•الإستماع الجيد فيجب على كل من الشريكين أن يحسنوا الإنصات والإستماع إلى الطرف اللآخر دون كلل أو ملل, وأن يكون الحوار بشكل هادئ للوصول إلى حلول منطقية وسليمة.
صفات أخرى في أختيار شريك حياتك
يميل بعض الأشخاص إلى إختيارات مختلفة, حيث يريدون أشخاص لديهم شخصيات مختلفة ومستقلة, أي أن يتشاركان الحياة الزوجية معاً ولكن يحافظ كل منهما على هويته الخاصة وإستقلاليتة.
بعض الأشخاص يريدون أن يتمتع شريك حياتهم بخفة الظل وروح الدعابة والمرح, فبذلك يشعرون أن حياتهم سوف تكلل بالسعادة والبهجة طوال الوقت وتخفف عنهم ضغوط الحياة, وأن ذلك الشعور بالسعادة سوف ينعكس عليهم في تعاملهم مع الآخرين
بعض الأشخاص لا يكتفون فقط بأسس إختيار الشريك المناسب ولكن يجب أن يتوفر عنصر الحب والإنجذاب, وأن يكون للشريك القدرة علي التعبيرعن إعجابه وحبه للآخر ومدح صفاته.
بعض الأشخاص أيضا لديهم بعض السمات الشكلية والجسدية التي يجب أن تتوفر في شريك حياتهم بجانب صفاته الجوهرية.
ألا يكون مثلاً من المدخنين, فهي عادة سيئة جدا يكرهها كثير من الأشخاص لأنها تستنزف المال والصحة.
أن يكون لدي شريك الحياة القدرة على التواصل الجيد بعائلة شريك حياته, فبذلك يخلق جو من الألفة والود والإنسجام بين العائلتين
الفرق بين أن نتزوج أو نكون متزوجون
أن نتزوج هي عملية الزواج وكتب الكتاب ومراسم الزواج والحفلة وتجهيزات العرس وتجهيزات المنزل, كل هذه الطقوس هي عملية أن نتزوج, ولكن أن نكون متزوجون لها معنى مختلف تماماً, كيفية أختيار شريك حياتك قبل بداية الرحلة بعد إنتهاء مراسم الزواج فقد أصبحنا أسرة مستقلة وهنا تظهر الإختلافات والطباع والصفات التي يجب أن يعمل الزوجان سوياً للتكيف معها ومع تغير متطلبات الحياه للوصول إلى تناغم وتفاهم وإتحاد وهنا يكتمل معني أن نكون متزوجون.
وهناك مقولة أيضا تقال وهي “فرق كبير بين أن تكون زوجي وأن تكون شريك حياتي” وهي تؤدي نفس المعني السابق.
فترة الخطوبة
كيفية أختيار شريك حياتك الذي سيكمل معك مسيرة الحياة الطويلة يعتبر أمر هام وقرار مصيري في حياة كل إنسان يريد الزواج, لذلك تعد فترة الخطوبة والإرتباط جزء أساسي قبل مرحلة الزواج, حيث يكتشف كل منهما الآخر ويعرف صفاته وطباعه وأسلوبه في التفكير, فيجب على كل منهما أن يدقق في كل شئ ليكون الأختيارموفق وإلا سيكون الثمن باهظاً إذا إستمروا بزواج غير ناجح .
أشياء يجب الإنتباه لها أثناء فترة الخطوبة وهي
ألا ينخدع كل منهما بمظهر الآخر, فكثير من الناس لديهم مظهررائع وجوهر فارغ وتفكير محدود لا يصل بهما إلى إتفاق حقيقي ينتج عنه زواج ناجح.
الإنتباه عند الخلاف, يعتبر الخلاف من أهم الأشياء التي تظهر كل إنسان على حقيقته, فالشخص الذي يظهر إحترام ورقيّ في الأسلوب والمعاملة أثناء الخلاف هو شخص موثوق منه ويستطيع الشريك أن يطمئن علي حياته معه, لأن ذلك الخلاف لن يؤثر علي حياتهم الزوجية.
أن يتحدث كل منهما عن هواياته وإهتماماته وأحلامه وتصوراته عن المستقبل والحياة الزوجية وإنجاب الأطفال وكيفية تربيتهم, فكل هذه الأشياء تعبرعن تفكير وشخصية شريك الحياة ويعطي تصور ذهني عما ستكون عليه الحياة القادمة
الإنبهارالزائد يلغي العقل الذي له دور قوي في الإختيار فلا يري ما يجب أن يراه في الشريك وهنا يفشل الإختيار الصحيح.
أن يتصرف كل منهما دون تكلف أو تصنع, ويجب تجنب التلقائية الذائدة فلابد من بعض التحفظ أثناء الحديث, والإنتباه إلى فلتات اللسان لأنها تعبرعما يحرص الشريك على إخفائه.
ألا تُأثر العاطفة القوية عليهم, لأن الشخص يتجاهل عيوب فادحة في شريكه في سبيل تلك العواطف, لذلك نري قصص حب قوية تفشل بعد الزواج.
الزواج سنة من سنن الحياة وكيفية أختيار شريك حياتك بعناية هو توفيق من عند الله أولاً ثم يليه حُسن أختيار الشخص لشريكه, فرحلة الحياة طويلة وشاقة وتحتاج إلى شريك قوي متفاهم ومحب وداعم لشريكه في كل وقت في السراء والضراء, فأحسنوا الإختيار لأنفسكم وتعلموا من تجارب من سبقوكم لأن فيها العبرة والعظة, فالزواج الناجح هو متعة الحياة.