مرض باركنسون الأسباب والعلاج
مرض باركنسون هو اضطراب شائع يؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تتأثر بالأعصاب، ويبدأ المرض برعشة غير ظاهرة ومع مرور الوقت يصبح لدى المريض صعوبة في المشي وبطء في الحركة مع وجود الاكتئاب والقلق وصعوبة في النوم والإرهاق ومشاكل معرفية وسلوكية، ومع تفاقم الحالة يتعرض المريض لحدوث الخرف خاصةً مع تقدم العمر.
أسباب الإصابة بمرض باركنسون:
سبب مرض الباركنسون غير معروف، لكن من الممكن للعوامل الوراثية أو البيئية أن تلعب دورًا في الإصابة به فهي تسبب موت الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين حيث يؤدي ذلك إلى مشاكل الحركة المتعلقة بهذا المرض.
مع وجود أفراد من العائلة مصابون بهذا المرض تزيد من احتمالية الإصابة به، وقد تتشابه الأعراض الجانبية لبعض الأدوية النفسية مع أعراض باركنسون.
توجد أسباب محتملة أخرى يجب أخذها في الاعتبار مثل:
- الأدوية: بعض الأدوية لها تأثيرات متشابهة مع مرض باركنسون، ولكن تكون هذه التأثيرات مؤقتة إذا توقف الشخص عن تناول الدواء، وقد تستمر التأثيرات لعدة أسابيع أو شهور بعد التوقف عن تناوله.
- التهاب الدماغ: من الممكن أن يسبب التهاب الدماغ أحيانًا مرض باركنسون.
- السموم: التعرض للمبيدات الحشرية وأول أكسيد الكربون والأبخرة السامة.
- إصابات الرأس المتكررة: قد تسبب إصابات الرأس الناتجة عن شدة الاحتكاك في بعض الرياضات إلى تلف الدماغ وهو ما يعرف ب”باركنسون بعد الصدمة”.
أعراض الإصابة بمرض باركنسون:
تختلف أعراض مرض باركنسون ومعدل تقدمه من شخصٍ لآخر، فتكون الأعراض في المرحلة المبكرة غير ملحوظة وبسيطة ولكن تتفاقم تلك الأعراض مع مرور الوقت. في البداية تبدأ الأعراض في جانب واحد من الجسم، ثم تمتد إلى الجانبين مع تقدم المرض.
وتشمل الأعراض الرئيسية لهذا المرض ما يلي:
- رعشات واهتزاز في اليد أو الساق أو الذراع أو الرأس
- اختلال التوازن ومن ثم السقوط احيانًا
- تصلب العضلات وقلة مرونتها وتقلصها، مما يؤثر على الحركة وتعبيرات الوجه
- بطء في الحركة وصعوبة المشي
أعراض جسدية أخرى:
- فقدان حاسة الشم ويحدث هذا قبل ظهور الأعراض بعدة سنوات
- آلام في الأعصاب والشعور بالحرق أو التنميل أو البرودة
- مشاكل في التبول حيث الاستيقاظ ليلًا بشكل متكرر للتبول
- إمساك
- ضعف الانتصاب عند الرجال
- الأرق وصعوبة في النوم
- سيلان اللعاب
- الدوخة بسبب الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء
- العجز الجنسي لدى النساء وقلة الرغبة لديها
أعراض نفسية
- القلق والاكتئاب
- صعوبة في الأنشطة التي تحتاج إلى التنظيم مع ضعف في الإدراك والذاكرة
- الخرف والهلوسة البصرية في الحالات المتقدمة من المرض
في أي عمر تظهر الأعراض؟
تظهر الأعراض غالبًا عند بلوغ سن الخمسين، ولكن قد يعاني البعض من هذه الأعراض في عمر أقل من أربعين عامًا، والجدير بالذكر أيضًا أن الرجال أكثر عرضة ًللإصابة من النساء.
متى تحتاج إلى استشارة الطبيب؟
يمكنك استشارة الطبيب في حالة القلق من احتمال ظهور الأعراض لديك أو إذا شعرت باهتزاز أو تصلب في العضلات أو فقدان التوازن أو بطء في الحركة، سيسألك الطبيب عن المشكلات لديك ويوجهك الطبيب إلى أخصائي المخ والأعصاب لإجراء المزيد من الاختبارات للكشف عن المرض.
التشخيص
لا يوجد اختبار واحد يمكنك من خلاله التشخيص؛ بل يتضمن عدة فحوصات جسدية وعقلية لعدة مراحل زمنية في أوقات مختلفة لتقييم قوة العضلات والوظائف العقلية والحركية وأيضًا مدى استجابتك للأدوية.
تشمل هذه الاختبارات الفحوصات التالية:
التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي وبعض أنواع الفحوصات الأخرى. قد تحتاج أيضًا إلى إجراء اختبار فحص الدم لاستبعاد أمراض أخرى.
علاج مرض باركنسون:
لم يتوصل العلماء إلى علاج مرض الباركنسون حتى الآن، ولكن توجد بعض العلاجات لتخفيف الأعراض وممارسة الحياة بشكل أفضل.
وتشمل هذه العلاجات ما يلي: علاجات داعمة، والأدوية، وقد يستدعي الأمر الجراحة في بعض الأشخاص
العلاجات الداعمة
العلاجات الداعمة لها دور مهم في التعايش اليومي مع المرض وسهولة التعامل معه، وتشمل الآتي:
العلاج الطبيعي
يمكن ممارسة العلاج الطبيعي لتخفيف تصلب العضلات وآلام المفاصل عن طريق القيام بالتمارين الرياضية مع متابعة الأخصائي، وذلك بهدف تسهيل الحركة والمشي وتحسين اللياقة.
علاج النطق
يسبب مرض الباركنسون صعوبة في البلع والنطق، لذا من الممكن طلب المساعدة من أخصائي النطق لمعالجة تلك المشكلات.
تغيير النظام الغذائي
يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من بعض الأعراض التي من الممكن السيطرة عليها من خلال تغيير النظام الغذائي
من أمثلة تلك التغيرات ما يلي:
- شرب كمية كافية من الماء وتناول الألياف في الوجبات بكثرة لتقليل الإمساك
- زيادة نسبة الملح في الطعام لتجنب انخفاض الضغط المسبب لحدوث الدوخة عند الوقوف
- محاولة تجنب فقدان الوزن غير المقصود عن طريق تغيير النظام الغذائي
الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض باركنسون:
يمكن استخدام الأدوية لتحسين الأعراض الرئيسية مثل الرعاش ومشاكل الحركة، حيث تزيد هذه الأدوية من مستوى إفراز الدوبامين أو تعتبر بديلًا له، قد تشعر بتحسن كبير بعد تناول الدواء ولكن مع مرور الوقت تقل تأثيرات تلك الأدوية.
من أمثلة هذه الأدوية:
- كاربيدوبا وليفودوبا: مادة الليفودوبا هي الأكثر فاعلية في العلاج، حيث تمر هذه المادة داخل الدماغ وتتحول إلى الدوبامين، مع الجرعات العالية من الليفودوبا تظهر آثار جانبية مثل حدوث حركات لا إرادية، ويمكن للطبيب السيطرة على هذه الآثار عن طريق تقليل الجرعة.
- محفزات الدوبامين لتحفيز إنتاجه في الدماغ
- مثبطات الإنزيم مثل (مثبطات MAO-B ومثبطات COMT) لإبطاء الإنزيمات التي تتسبب في تكسير الدوبامين في الدماغ.
- أمانتادين: لتقليل الحركات اللاإرادية.
- مضادات الكولين: لتقليل تصلب العضلات
التدخل الجراحي
يوصي الطبيب في حالة عدم الاستجابة للعلاج بالأدوية بالتدخل الجراحي عن طريق التحفيز العميق للدماغ والذي يحفز مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن الحركة؛ للمساعدة في تحسين الأعراض الحركية المرتبطة بالمرض مثل الرعاش والبطء وتصلب العضلات.
تكون الأعراض خفيفة في المراحل المبكرة للمرض ولا تستدعي التدخل العلاجي، ولكن تحتاج إلى المتابعة بانتظام مع الأخصائي لمراقبة تطور حالتك، والاتفاق على خطة العلاج مع الفريق المختص ومقدمي الرعاية الصحية وعائلتك.
يكون تطور مرض الباركنسون بطيئًا ولكن مع مرور الوقت قد يجد المريض صعوبةً في القيام بممارسة أنشطته اليومية، ويجب علينا تقديم الدعم لهؤلاء المرضى لمساعدتهم على الحياة بشكل أفضل.